10 - 05 - 2025

عجاجيات | الثانوية العامة.. بداية لا نهاية

عجاجيات | الثانوية العامة.. بداية لا نهاية

 بقدر ما تسعدنى التهانى للناجحين والناجحات فى الثانوية العامة.. وبقدر ما تسعدنى الزغاريد التى تتعالى من البيوت.. وبقدر ما تعيدنى أغنية العندليب الاسمر: ده ما فيش فرحان فى الدنيا زي الفرحان بنجاحه، الناجح يرفع إيده، إلى أجمل الذكريات. 

بقدر ما أسعد بكل ذلك، بقدر ما يعتصر قلبى ألما لأبنائنا وبناتنا الذين لم يوفقوا ولم يحققوا أحلامهم فى الحصول على المجموع الذي يؤهلهم لتحقيق أمنياتهم.. وبقدر حزنى على حزن الآباء والأمهات الذين بذلوا الغالى والنفيس لتوفير سبل النجاح والتفوق، ثم جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن. 

بعض ابنائنا وبناتنا يتعاملون مع نجاحهم على أنه فشل ونجاح بطعم الرسوب، لأن ما حصلوا عليه لن يمكنهم من الالتحاق بالكليات التى كانوا يحلمون بها، ولإدراكهم أن ما حصلوا عليه رغم كلمة ناجح قد يكلف آبائهم وأمهاتهم أضعاف ما أنفقوه عليهم فى الثانوية إذا ما التحقوا بالجامعات الخاصة التى تتطلع للربح. 

وللآباء والأمهات وأبنائي وبناتى الذين تفوقوا، والذين لم يوفقوا، أقول لهم: الثانوية العامة ليست نهاية المطاف واجتيازها بتفوق أو بدون، بداية لا نهاية.. فيا من نجحت بمجموع أقل كثيرا مما كنت تتمناه: يمكنك بإصرارك واجتهادك أن تتفوق فى الكلية او المعهد الذى ستلتحق به، وقد تقع فى حبه، وتدرك حينها أن الله سبحانه وتعالى اختار لك الأفضل. 

ولتعلموا أحبائي أن التفوق فى الدراسة ليس بالضرورة يؤدي للتفوق فى العمل.. فالتفوق فى العمل والترقى له عناصره التى ربما ترفض الفطرة السليمة بعضها، وأكثر من ذلك، فالحياة الرغدة المريحة لا ترتبط بالضرورة بالتفوق فى التعليم والتفوق فى العمل.. وإذا أمعننا النظر سنري مليونيرات يفكون الخط بصعوبة بالغة، وسنري أن من كبار المسؤولين من اجتاز الثانوية العامة بشق الأنفس وباستخدام أقصى درجات الرأفة معه لينال لقب ناجح.. وفى أوروبا والدول المتقدمة اختفى سؤال أنت خريج أي كلية ؟! ليحل محله سؤال: ماهى خبراتك ومهاراتك، وماذا تتقن، وكيف ستفيد المكان الذى تريد الالتحاق به؟! 

أبنائي وبناتى الأعزاء.. افرحوا بنجاحكم حتى لو جاءت النتيجة على غير هواكم.. تمسكوا بالأمل واجتهدوا فى رسم مستقبلكم.. انتهزوا أي فرصة للتزود بالمهارات والخبرات.. انظروا للأمام وثقوا فى أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وربنا يوفقكم.
----------------------------
 بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو